الرئيسية / الفنون السبعة / اختتام فعاليات الدورة التأسيسية لمهرجان نوار الملح مع “الملاسين ستوري” (مقال + صور)

اختتام فعاليات الدورة التأسيسية لمهرجان نوار الملح مع “الملاسين ستوري” (مقال + صور)

اختتمت مساء اليوم الأحد 27 اوت 2023 فعاليات الدورة التأسيسية من المهرجان الثقافي الاجتماعي نوّار الملح ويسدل الستار بملعب علي البلهوان بالملاسين بتونس العاصمة مع عرض مسرحية “ملاسين ستوري” بطولة بلال بريكي وإخراج ريان القروي والنص لنور الدين الهمامي وسينوغرافيا لنيازي مسعودي وموسيقى لحمزة بوشناق.

المسرحية من نوع المونودراما، وتسلّط الضوء على شغف شباب منطقة الملاسين (حي شعبي تونسي) بالمسرح من خلال شخصية بلال الذي لعب عدّة أدوار (بحّيشه، زهيرة، وائل).

وتروي المسرحية قصة شاب تونسي يهوى التمثيل، وبدأت الأحداث منذ أحداث 14 جانفي 2011 بعد سقوط نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، ووصول الإخوان إلى الحكم.

وأقدم هذا الشاب على الاستحواذ على دار الثقافة بحي الطيران بمنطقة الملاسين، ليحولها من فضاء خال مهجور إلى فضاء يحمل مشروعا ثقافيا، ويستقطب شباب الجهة خوفا من استقطاب الفكر المتطرف الذي أصبح يتغلغل في هذا الحي. وتوصف الأحياء الشعبية المتاخمة للعاصمة على غرار “الملاسين”، بأنها جيوب للفقر والبطالة ويقطنها آلاف السكان معظمهم من محدودي الدخل.

وانطلق بطل المسرحية بلال، في العمل على هذا المشروع الثقافي وبدار الثقافة بالتحديد، حيث يتمثل أولا في فتح باب الترشحات لاستقطاب أبناء الجهة لتكوينهم مسرحيا ليتم فيما بعد الشروع في التحضير لمسرحية تحمل عنوان “ملاسين ستوري”.

ليلة تقديم العرض يتفاجأ بلال وبقية أصدقائه بقدوم الأمن ووالي الجهة وكل المسؤولين ومطالبتهم بإخلاء القاعة وتحويل دار الثقافة إلى مجمع تجاري، دون مراعاة الجانب الثقافي الذي يستحقه أي مواطن.

وترفض المجموعة تسليم دار الثقافة رغم التهديد والقمع الذي سُلط عليهم، على اعتبار أن هذا المشروع والاجتهاد الشخصي، أتى بأُكله على كامل الجهة التي أصبحت مؤمنة بضرورة ترسيخ الفعل الثقافي.

وختم بلال عرضه بجملة “سامحونا خرجنا عن الخط”، حيث أكّد في تصريح له أنّ عرض “ملاسين ستوري” استوجب منه مجهودا مضاعفا عن عمله السابق (مسرحية سلمى) لكونه قد اصبح معروفا وله جمهوره خاصة مع مسلسل “النوبة”، فلا يجب أن يتعامل مع أي عرض ببساطة بل يستوجب مسؤولية مضاعفة ومجهود أكبر يدفعه نحو الأمام لا التقهقر الى الوراء.

وأضاف البريكي أن المسرحية كوميدية وتستعرض الكوميديا الموظفة، موضحا: “الملاسين لا يوجد فيها أي فضاء ثقافي، وهي مدينة تزخر بالمواهب والطاقات، فقررت باعتبار أنني ابن هذه المنطقة أن أسلط الضوء على هذه المعضلة في عمل مسرحي، من أجل الدعوة لتأسيس فضاء أو مركز ثقافي في هذه الجهة المهمشة”.

كما أشار إلى أن المسرحية هي حلمة تنتصر لقضايا عدة، لعل أبرزها التهميش الثقافي والبيروقراطية وقتل الطموح، وتحاول محاربة الجهل والتعصب الفكري.

انتهت عروض مهرجان نوار الملح بمسرحية تلخّص الهدف الرئيسيّ الذي بعثت من أجله فكرة هذا المهرجان. نوار الملح انطلق من 23 أوت 2023 الى غاية 27 من نفس الشهر على امتداد خمسة أيام متتالية بـ6 عروض: المسرح الثري بقرطاج، القصبة بالكاف، العلا بالقيروان، توزر، باب سعدون بالعاصمة وأخيرا الملاسين.

وللتذكير، فإنّ مهرجان “نوّار الملح” هو بادرة آمنت بها وزارة الشؤون الاجتماعية وسعت جاهدة لفرضها على أرض الواقع ووصل الموجود بالمنشود، مضمونها الوفاء للطبقة الاجتماعية المهمشة وبالتحديد أبناء منظوريها المنتفعين ببرنامج الأمان الاجتماعي سواء من أبناء العائلات المعوزة أو محدودة الدخل أو من ذوي الإعاقة داخل تونس وخارجها من أبناء المهاجرين والمقيمين بالخارج لصقل مواهبهم في شتّى المجالات الثقافية والابداعية.

هو فكرة مشروع فريدة ومتميّزة ولدت من رحم المعاناة لتكرّس مبدأ العدالة الاجتماعية في الثقافة. تمثّلت الفكرة في مهرجان ثقافي إجتماعي غير ربحي يقلب المعيش إلى الألاّمعيش، واللاّمبالاة إلى المبالاة، ليتمّ التطرّق إلى الطبقة الاجتماعية المهمّشة والفئات الشعبيّة التي استسلمت إلى ما هو سائد أنّها فئة كادحة لا علاقة لها بالثقافة. الثقافة هي حق يكفله الدستور لكل الفئات وليست حكرا على فئة دون غيرها.

“نوّار الملح” مهرجان يخرج من الأطر التقليدية للمهرجانات الثقافية ليكسب الفئات الهشة قيمة مركزية ومساواة مع النخبة. هو يعطي الفرصة لشباب وأطفال تلك الفئات لإبراز إبداعاتهم ومواهبهم والأخذ بأياديهم لصقل تلك المواهب ومرافقتهم لتحقيقها على أرض الواقع وكذلك فرصة للفنانين المغمورين الذين ظلمهم قطاعهم.

عن هاجر عزّوني

شاهد أيضاً

فيلم العيد “فوفعة” لابراهيم اللطيف في قاعات السينما التونسية بداية من يوم 12 افريل

تحتضن قاعة الكوليزي بالعاصمة يوم الاثنين 8 افريل 2024 العرض الأول لفيلم فوفعة لابراهيم اللطيف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *