سهرة قائدي الأوركسترا : ابداعات متوسطية تنهل من الاصالة وتعيد الى الذاكرة جمال المدونة التراثية
نوافذ
13 جويلية، 2025
الفنون السبعة
30 زيارة
في ثاني سهرات الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي قدم مسرح أوبرا تونس بقيادة المايسترو شادي القرفي أمس السبت 12جويلية سهرةقائدي الأوركسترا،
وقد توافد الجمهور بكثافة للاستماع بعرض فني من تنفيذ الأوركسترا السيمفوني التونسي ومتابعة تجربة موسيقية فريدة تنوّعت فيها المرجعيات وامتزجت فيها الأنماط الموسيقية في ليلة صيف رائقة احتضن فيها نور القمرعذب الألحان وسافرت فيها النسائم الجميلة الحرة عبر ذاكرةالمتوسط لترسم جمال اللقاء بين الابداع الايطالي والمغاربي .
قاد هذا الحفل خمسة من أبرز قادة الأوركسترا من تونس والجزائر وإيطاليا، فقدّم كلّ منهم رؤيته الخاصة في قيادة الأوركستر ضمن حالة موسيقية انصهرت فيها الألوان السيمفونية العالمية بروح التراث المغاربي وثراء التعبيرات المتوسطية.
افتُتح السهرة المايسترو التونسي شادي القرفي الذي قاد الأوركستر السمفوني التونسي بمرافقة صوت الفنان محمد علي شبيل الذي قدم أغنيته “أنا نموت عليك”. ثم تولّى المايسترو محمد مقني قيادة الأوركستر وقدّم مقطوعة بعنوان Prélude، نسج خلالها جسورا موسيقية حريرية تربط بين روسيا وإسبانيا ومصر، قبل أن ينتقل إلى أعمال أخرى مثل Boîte magique و Rigolade التي أدتها الجوقة بآلاتها الوترية والإيقاعية والنفخية بأسلوب سردي موسيقي متدرج أثار الجمهور الذي تفاعل مع كل وصلة.
أما المايسترو محمد الرواتبي، فقداختار مغازلة الذاكرة الغنائية التونسية بعذب الالحان، بمرافقة الفنانة منجية الصفاقسي التي قدّمت أغنيتين متميزتين: “خلي يقولو اش يهم” للفنانة عليّة، و”يلي سحروني عينيك” للهادي الجويني في توزيع أوركسترالي معاصر أضفى على الأغنيتين طابعا جديدا دون أن تفقدهما أصالتهما.
وقاد المايسترو الجزائري لطفي السعيدي الجزء المغاربي من السهرة. وقدّم وصلات موسيقية جمعت بين “لونغا نهاواند” و”شهلة لعياني” لعبد القادر شعاو و”جرجورا”، وصولا إلى الأغنية الشهيرة “يا رايح” لرشيد طه وكلمات وألحان دحمان الحراشي، وهي فقرة لاقت اعجاب الجمهور حيث تعالى التصفيق مع عودة نغمة موسيقية طبعت الوجدان المغاربي.
ثم حملنا المايسترو الإيطالي “أندريا تارنتينو” في رحلة شاعرية في عالم الأوبرا والأنغام الإيطالية الساحرة. ورافقته السوبرانو “غوار فارادجيان” (Faradzhian Goar) التي أبهرت الجمهور بصوتها القوي في أداء مختارات من الريبرتوار الإيطالي مثل “O sole mio” و”Parla più piano” و”Con te partirò” و”Funiculì funiculà”، فحوّلت المسرح إلى فضاء نابوليتاني حالم.
ومع نهاية الحفل، عاد المايسترو شادي القرفي ، لقيادة الأوركستر في أداء “مالوف فانك” لفوزي الشيكلي بتوزيع جديد مزج فيه المالوف التونسي مع الإيقاع الفانكي مقدّما بذلك قراءة موسيقية جديدةلتراث أصيل مثلت أجمل اللحظات تفاعلا مع الجمهور وقد رافقه مجددا المطرب محمد علي شبيل الذي أدى مجموعة من الأغاني التونسية مثل “لا نمثلك بالشمس ولا بالقمرة” ، و”كي يضيق بيك الدهر” للصادق ثريا ، إلى جانب “ليلة لو باقي ليلة” للموسيقار السعودي عبد الرب إدريس التي طلبها الجمهور للمرة الثانية.