الرئيسية / وطني / وطني / في العلي: أكلات الأجداد بلمسة الأحفاد 

في العلي: أكلات الأجداد بلمسة الأحفاد 

في جولتك في المدينة العربي في قلب العاصمة و موش بعيد على جامع الزيتونة و ابركة و سوق النحاس تبتدأ تحس بالانتعاش و تلاقيك روايح البخور و العنبر و الياسمين الخارجة من حوانت الصناعات التقلدية و التحف و الهدايا.

جولة ترجعك لايام زمان و تداعب مخيلتك باحلى التصاور و الذكريات من زمن الطفولة و الزمن الجميل

تدخل المطعم لتجد جدرانها تتزين باجمل الرسومات و اللوحات الفنية التي تروي تاريخ البلاد و تعود بذاكرتك الى حقبات زمنية مضت. المعمار و الديكور و رائحة الاكل كلها تتجانس لتداعب مخيلتك و تنعش ذاكرتك.

من الوهلة الاولى تقابلك حفاوة الاستقبال و الترحيب الحار من كافة الطاقم العامل بهذا الفضاء الرحب لتقدم لك قائمة الطلبات التي تشهيك و تغريك و تحيرك فتجعلك ترغب ترغب في تذوقها كلها فماذا ستختار بين طبق الكسكسي باللحم الظأن و طاجين المرقاز و طبق مصلي علوش و بريك الصوابع و طبق المدفونة الشهي….. الاختيار صعب فكل طبق يغريك بمذاقه و مكوناته فينعش ذاكرتك عبر الوصفات الشهية التي كنا نتذوقها في مطبخ جداتنا.

ثم ياتي دور التحلية لتتوه بين البوزة و العصيدة بانواعها و كعك الورقة و الصمصة …. اضنك ستحاول ان تتذوقها كلها في صحن مشكل رفقة كاس شاي بالنعناع او قهوة عربي مع قطرات من الزهر و انت جالس على السطح حيث اشعة الشمس الدافئة و السماء الصافية و اصوات الباعة التي تاتيك من الاسواق المحيطة… او ما رايك في لحظة استرخاء و مطالعة كتاب من المجموعة المتوفرة في فضاء هذا المطعم و المقهي الثقافي.

الحريف هنا ليس مجرد زبون انما هو ضيف في الدار الكبيرة، ضيف مبجل ومرحب به حتى انه يمكنك طلب وصفة اكلت اعجبتك فالشاف في خدمة ضيوفه يقدم النصح و الارشاد و التوجيه انه السيد طيب بوهدرة صاحب المكان والشاف الماهر الذي يشرف على ادق التفاصيل منذ البداية و حتى موعد التقديم الذي يكون في اطباق نحاسية مميزة اعدت و صنعت خصيصا لمطعم العلي حتى تكتمل الصورة و تعيش الاجواء التونسية بكامل تفاصيلها.

يعدّ مطعم ومقهى دار العلي أحد أقدم الأماكن في المدينة العتيقة، ويعود تاريخ تشييده إلى القرن 12 ميلادي.

حيث بني ليضم طلبة جامع الزيتونة الذي يبعد أمتار من الدار والتي تعود ملكيته لإحدى العائلات التونسية “عائلة بوهدرة “، وقد عادت ملكية الدار عام 1957 إلى العائلة والتي استغلت قدم المنزل وحولته إلى مطعم و مقهى ثقافي يمتاز بأجوائه التقليدية الرائعة وبتقديم أشهى المأكولات التونسية.

ويعد هذا الفضاء اليوم من أهم المقاهي وسط المدينة العتيقة المشهورة بقدم منازلها وعقاراتها التي يعود تشييدها إلى الحقبة الحفصية في القرن السابع الميلادي.

عن لمياء بن عون

شاهد أيضاً

سليانة: عدم سماع الدعوى في حق جميع المتهمين في ما يعرف بقضية “ضيعة المصير”

قضت محكمة الاستئناف بولاية سليانة، أمس الأربعاء، بإقرار حكمها الابتدائي في ما يعرف بقضية »ضيعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *