الرئيسية / الفنون السبعة / في المكتبة السينمائية بمدينة الثقافة: إحياء أربعينية المخرج الطيب الوحيشي

في المكتبة السينمائية بمدينة الثقافة: إحياء أربعينية المخرج الطيب الوحيشي

احتفت المكتبة السينمائية التونسية مساء يوم السبت 31 مارس 2018 بقاعة الطاهر شريعة في مدينة الثقافة بأربعينية المخرج “الطيب الوحيشي”(16 جوان 1948 _ 21 فيفري 2018). وقد حضر المناسبة وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، وعدد غير قليل من السينمائيين، من بينهم: لطفي العيوني الذي مازال على وفائه للمخرج الراحل ولصداقتهما الطويلة، وقد جاء ليقدم واجبه الأخير تجاه “الطيب الوحيشي” مثقلا بوجع الرحيل. كما حصر المناسبة كلّ من نجيب عياد، محمد خالد البرصاوي، محمد الزرن، مابو كوياتي ابن الممثل الراحل سوتيغي كوياتي، وبطل الفيلم قبل الأخير للطيب الوحيشي “طفل الشمس”، إضافة إلى محبيه، وعدد كبير من أفراد عائلته من بينهم زوجته وشقيقاته.

قدم حفل التكريم محمد شالوف الذي قال إن الراحل كان مولعا بالعالم الإفريقي، شديد الارتباط بجنوب الصحراء، ولذلك سيعرض له فيلم “قوري، جزيرة جدي” الذي قدمه سنة 1987 وهو وثائقي حول جزيرة “قوري” التي تقع في السينغال وله فيها الكثير من الأصدقاء والذكريات ولهذه الجزيرة خصوصية فهي إحدى المناطق التي خرج منها “آلاف العبيد”، وقبل هذا الفيلم عرض فيلمه القصير الحائز على التانيت الذهبي من أيام قرطاج السينمائية (1972) “قريتي قرية بين القرى”، ثم استقبل عددا من المتدخلين الذين قدموا شهادات مؤثرة حول الطيب الوحيشي، وصدقه، وصلابته، وقدرته اللامحدودة على العطاء والحب.

كما تصدرت قاعة “الطاهر شريعة” التي احتضنت الإحتفال، صورتان للكل من الطيب الوحيشي ومعلقة فيلمه “طفل الشمس”.

عائشة، شقيقة الراحل، بكت وهي تقرأ كلمة كتبها زوجها وقريبها محمد فتحي الوحيشي، وقالت إنها تحبه كثيرا كما أحب هو الجميع.

وتحدّث لطفي العيوني رفيق درب المخرج الراحل، عن لقائهما الأول سنة 1975 في مهرجان الفيلم العربي بباريس. ومنذ ذلك الوقت لم ينفصلا على المستوى الإنساني والمهني. وقال “رافقت الطيب في جميع أفلامه وفي كل مراحل حياته، وعرفته دائما إنسانا صادقا، لطيفا، اجتماعيا، يملك قدرة لا حدود لها على العطاء والحب لجميع أصدقائه، وأعترف أنني أفتقده كثيرا بعد مرور أربعين يوما على رحيله”.

وقال “مابو كوياتي” ابن الممثل الكبير الراحل “سوتيغي كوياتي” وبطل فيلم “طفل الشمس” إنه التقى الطيب الوحيشي بعد سنة من وفاة والده، وأنه نسي الإحساس باليتم في وجوده، وأضاف “بفضل الطيب الوحيشي أشعر اليوم أنني تونسي واكتشفت تونس والتونسيين من خلاله”.

كما تحدث نجيب عياد عن صداقته بالطيب الوحيشي التي تعود إلى أوائل السبعينات. وقال إنه إنسان لا تستطيع إلا أن تحبه، وهو رمز للشجاعة. وأكد خالد البرصاوي أن الراحل كان مذهلا في طاقته، يقضي في البلاطو ما يزيد عن اثني عشرة سنة وهو على كرسي متحرك. وأضاف “أعترف أنني تعلمت الكثير من شجاعته”، واعتبر الحبيب جغام أن الراحل كان صادقا في ما يقدم وهذا أكثر ما كان يميزه.

لحظات مؤثرة تواصلت بعرض فيلمه الوثائقي القصير “قريتي قرية بين القرى” الذي أخرجه وهو في الرابعة والعشرين من عمره، شابا وثيق الارتباط بمسقط رأسه “مارث”، مسكونا بهاجس شكل الحياة فيها ومفرداتها، فقدم فيلما وثائقيا حولها أعادنا جميعا إلى تونس السبعينات والظروف الاقتصادية الصعبة التي دفعت شباب المنطقة إلى الهجرة بحثا عن آفاق أوسع، وبعد هذا الفيلم مباشرة عرض فيلم آخر هو “قوري، قرية جدي” عن القرية السينغالية “قوري” وأنتجه سنة 1987.

كان قد قال في حوار صحفي له عن السينما أنّها “تمنح المجال للذهاب والإياب بين الواقع والخيال، تأخذنا إلى أقاصي الحلم، ثمّ تطرحنا أرضا، وكلّ هذا في متناول الجميع، خاصّة أولئك المتشبّثون بالحلم ممن تعنيني مخاطبتهم. أمّا أنا، فلم يمنعني وضعي الجسديّ من مواصلة الحياة وتحقيق جزء من أحلامي”.

عن نوافذ

شاهد أيضاً

الفيلم الكوميدي فاصل من اللحظات اللذيذة يصنع الحدث في قاعات السينما التونسية ايام العيد 

حقق فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة، للنجمين هشام ماجد وهنا الزاهد، ايرادات كبيرة فى أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *