الرئيسية / الفنون السبعة / ولاية الكاف: زيارة ميدانية للحرفيين والاستماع إلى مشاغلهم
Exif_JPEG_420

ولاية الكاف: زيارة ميدانية للحرفيين والاستماع إلى مشاغلهم

في إطار إرساء مشروع Cadeaux et souvenirs de l’ouest الذي يجمع الولايات الغربية للبلاد (الكاف، القصرين، توزر وقفصة)، نظم الديوان الوطني للصناعات التقليدية رفقة عدد من الصحفيين وبحضور المندوب الجهوي للصناعات التقليدية السيد لطفي المناعي زيارة ميدانية إلى ولاية الكاف للإطلاع على مدى تقدم إنجاز المشاريع المشتركة مع تونس الابداعية والتعرف على المنتوجات التقليدية الخاصة بالجهة.

وقد شكلت هذه الزيارة فرصة للتعرف على المخزون التقليدي الكافي لحرفيات القرية الحرفية التابعة لولاية الكاف وحرفيات معتمدية تاجروين نظرا لماتزخر به هذه المنطقة من مواد طبيعية كالصوف والحلفاء والطين التي أصبحت مورد رزق لتوفير الحاجيات الأساسية اليومية لعديد العائلات وحيث يبدع الحرفيون في تحويلها إلى تحف فنية من الخشب، البلور، الحلفاء، النحاس، الخزف، فضيات، لوازم المطبخ، أفرشة، أغطية صوفية، مفروشات تقليدية واكسسوارات تقليدية وتقطير للاعشاب الطبيعية وتعليب المواد الغذائية الطبيعية.

وقد تمت زيارة ورشات حرفيات مدينة تاجروين، متخصّصات في النسيج التقليدي المصنوع من الصوف الطبيعي والمتمثل في الكليم المرقوم والزربية الصوفية بألوان زاهية ومتناسقة وبجودة عالية تتماشى مع طلبات الحريف داخل تونس أو خارجها وأخريات متخصّصات في صنع الأقفاف بالصوف وبالحلفاء وأدوات الزينة التقليدية والأغطية الصوفية.

ومن بين حرفيات تاجروين نذكر وردة السعيدي، جليلة البريني، نعيمة الشارنيي، شيماء بن علي هن من أهم حرفيات ولاية الكاف وتونس عامة متحصلات على عدة جوائز في مسابقات ومعارض محلية ووطنية في انتظار مشاركاتهم في تظاهرات دولية.

وفي مرافقة المندوب الجهوي السيد لطفي المناعي إلى مقر المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية، تم الإطلاع على أحسن المنتوجات الحرفية بالكاف بالتعاون مع معهد الفنون والحرف بسليانة، المعروضة داخل رواق خاص للعرض بمقر المندوبية.

وقد أشاد السيد لطفي المناعي بالدور الهام الذي تقوم به المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بالكاف من خلال تنويع حملاتها الترويجية للسياحة البديلة في المنطقة حيث قامت بعدة برامج تكوين وإحاطة لفائدة الحرفيين وأصحاب الشهائد العليا الراغبين في الدخول إلى هذا القطاع الحرفي والتشجيع على بعث مشاريع تشاركية مع عدد من الجمعيات الوطنية والدولية وإبرام اتفاقيات مع فنانين تشكليين ورسامين لدعم حس الابتكار والخلق والابداع دون فقدان حس الأصالة والتراث وذك حرصا على مزيد النهوض بهذا القطاع وتثمينا لما تزخر به هذه الجهة من مواد أولية طبيعية وحرف وصناعات تقليدية وثروات طبيعية يمكن توظيفها لتكون سياحة بديلة.

وأضاف المدير الجهوي أن المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بالكاف سعت مؤخرا لانجاز مشروع تشاركي مع ولايات الغرب التونسي( القصرين، قفصة وتوزر ) تحت اسم “هدايا تذكارية من الغرب التونسي Cadeaux et souvenirs de l’ ouest، يكون داعما التسوق والترويج المخزون التقليدي لكل جهة ويساهم في خلق خط انتاج جديد في المجال الحرفي في الولايات الغرپية موجه لرواد السياحة البديلة ولزوار  هذه المناطق.

كما تمت زيارة القرية الحرفية التي تمثل أهم مكسب لحرفيي الجهة يلتقون فيها لتبادل الخبرات والترويج لمنتوجاتهم التقليدية. فهي منشأة هامة في المسلك السياحي البديل للجهة وتضم أكثر من 38 محل فيها محلات مغلقة لبعض الإشكاليات العقارية بين المندوبية الجهوية التي لها الدور الفني وبلدية الكاف مرجع النظر. هذه الإشكاليات خلقت بعض الصعوبات مما أجبر عديد الحرفيين على إغلاق ورشاتهم.

وينشط في القرية الحرفية بين 25 و30 حرفيا بين عاملات وأصحاب ورشات وهم من أبرز الطاقات الإنتاجية في الجهة وفي كامل البلاد وقد تم تحسين البنية التحتية للقرية وتوفير ظروف ملائمة للنهوض بالانتاج والمراهنة على جودته وذلك بحلحلة مشكل المديونية وإيجاد أسواق أخرى للمنتوجات التقليدية وذلك بتسهيل مشاركة الحرفيين في المعارض الوطنية والمحلية التي ساهمت في الترويج والتسويق للمنتوج التقليدي الخاص وبالتالي ايجاد أسواقا محلية ودولية وخلق نشاطا إقتصاديا.

وقد تم الاستماع إلى مشاغل العاملين في القرية والتعرف على الإشكاليات المطروحة في هذا المجال حيث يبقى إشكال الترويج إشكالا حقيقيا للأغلبية باستثناء بعض الحرفيات اللاتي كسبنا زبائن من خلال المعارض فأصبح التعامل معهم دائم ومستمر كذلك يسوقن منتوجاتهن عن طريق التواصل الالكتروني سواء داخل أوخارج تونس.كما يعاني البعض من نقص في المواد الأولية الأساسية خاصة مادة الصوف المادة الأساسية في النسيج اليدوي ولهذا سعت المندوبية الجهوية بالشراكة مع بعض الهياكل المعنية إلى تركيز وحدات انتاجية لتحويل الصوف الطبيعي لتغطية النقص وتخفيف الصعوبات التي تعترض الحرفيين.

وقد شكلت هذه الزيارة الميدانية لولاية الكاف ومعتمدية تاجروين فرصة لاكتشاف الفضاء السياحي “تادار TADAR” هذا الفضاء الجميل ذو الطابع التقليدي وهو من أكثر الفضاءات العائلية تميزا في تونس من حيث جمالية المكان وسحره ورونق الفضاء المحاط بكل ماهو تقليدي وتمركزه بالمدخل الغربي لمدينة تاجروين من جهة الجريصة والحدود الجزائرية.

ويتميز هذا المكسب الثقافي التقليدي بجودة خدماته وتنوعها وخاصة مأكولاته الطبيعية التقليدية التي تتماشى مع طابعه التقليدي وحسن الضيافة من قبل الساهرين عليه وفي مقدمتهم صاحب الفضاء السيد حسني الجبابلي وزوجته بسمة الجبابلي وهما من أكثر الأشخاص تشجيعا للصناعات التقليدية حيث يكون فضاءهما مقرا لإقامة أكثر التظاهرات والمعارض التقليدية المحلية والمسابقات في أكثر من مناسبة.

ويساهم الفضاء السياحي”تادار” في تنشيط السياحة البديلة فهو يمثل وجهة سياحية هامة في المنطقة ومزارا للعائلات التونسية وللبعثات والمخيمين ومكانا لإقامة الأفراح وأعياد الميلاد والمناسبات العائلية مما يساعد على النهوض بالتنمية الاقتصادية في الجهة.

عن كوثر السليطي

شاهد أيضاً

سليانة: عدم سماع الدعوى في حق جميع المتهمين في ما يعرف بقضية “ضيعة المصير”

قضت محكمة الاستئناف بولاية سليانة، أمس الأربعاء، بإقرار حكمها الابتدائي في ما يعرف بقضية »ضيعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *